الهايكينغ: من رياضة وهواية إلى اختصاص جامعي

عاجل

الفئة

shadow

مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان في السنوات الماضية، توجّه الناس الى السياحة الداخلية للترفيه عن النفس عوضاً عن السفر الى الخارج الذي بات مكلفاً جداً، خصوصا مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وارتفاع الاسعار بشكل جنوني.

لكن اللبناني محبّ للحياة واستطاع مؤخراً إيجاد بدائل للترفيه عن نفسه فاستبدل كل ذلك برياضات أخرى، ونشاطات يُمكن القيام بها في فترة الصيف وأبرزها رياضة الهايكنغ، أي المشي في الجبال والطبيعة، وفي لبنان تتعدد المسارات التي يُمكن للسائح أو لمحبي هذه الرياضة القيام بها نظراً لطبيعة لبنان الخلابة وكثرة الجبال والأودية والأنهر وغيرها.

في خلال السنوات السابقة كثر عدد الذين يمارسون هذه الرياضة وبشغف كبير، ينتظر الشباب نهاية الاسبوع لقضاء عطلة في الطبيعة تساعد على التعرف على تاريخ وتراث كلّ منطقة. "هي مغامرة بحدّ ذاتها فقد بدأنا كمجموعة القيام بالهايكنغ في الجبال منذ حوالي عام واليوم أصبحنا نمارسها بانتظام أسبوعياً"، هذا ما يؤكده روني الذي باتت هذه الرياضة تشكّل نوعاً من التحدي بينه وبين رفاقه اضافة الى أنها ساعدتهم على تحسين لياقتهم البدنية. أما سينيتا وهي من المجموعة نفسها فترى أن "الهايكنغ تساعدها على التأمل في جمال الطبيعة وفي الانسان بحدّ ذاته، فهناك يتغيّر كل شيء فينا لنصبح أنشط أكثر قدرة على التفكير وأكثر استمتاعاً بالحياة".

صحيح أن هذه هواية ولكن لها مخاطرها وتحتاج الى لياقة بدنية وتقنيات معينة للسير، من هنا تطلق الجامعة الانطونية الدبلوم الجامعي لدليل الجبل ورياضات الهواء الطلق. ويشرح عميد كلية علوم الرياضة في الجامعة الدكتور أنطوان صوتو عبر "النشرة" أن "هدف الفكرة هو تلبية حاجات المجتمع، فصحيح أن الناس تقوم برياضة الهايكنغ ولكن لا يوجد اليوم الأشخاص من ذوي الاختصاص في هذا المجال لمساعدة الناس على اختيار المسارات، أو حتى طريقة السير، كذلك نلاحظ حصول حوادث عديدة نتيجة القيام بتلك الرياضة. من هنا أيضا ارتأينا السير بهذا الدبلوم الذي بدأت فكرته بأيلول الماضي وتوجهنا الى جميع المؤسسات التي تعنى بهذا القطاع"، مضيفا: "يمتد الدبلوم على مدى عام كامل، وتتوزع المواد بحسب الفصول، وعلى سبيل المثال كيف نقوم بنشاط في الشتاء ونأخذ مجموعة للسير على الثلج، أو في الصيف للسير في الطبيعة الخضراء، اضافة الى وجود مواد لها علاقة بالشقّ التاريخي"، مؤكدا في نفس الوقت أن "هذا الدبلوم يتناسب مع رسالة الجامعة الانطونيّة الذي يرتكز على التنوع البيئي".

ويضيف الدكتور صوتو: "الدبلوم سيسمح لمن يحصل عليه أن يصبح دليلا جبليًّا، ولكن سيحضر صفّ كيفيّة ادارة الشركات السّياحية، كذلك سيكون هناك تعاون مع المحميّات في لبنان والبداية ستكون من محميّة المتين".

إذاً، شيئا فشيئا تتحول هذه الرياضة الى اختصاص يُمكن لكل من يرغب بذلك الاستفادة منه والحصول على دبلوم خلال عام واحد فقط!.

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة